مذكرات طالب بالمهجر: شجن الغربة 2

اقتربت فترة التدريب على الانتهاء، هي أيام فقط و أتخلص من روتين جثم على حياتي و حبس أنفاسي، جعل حياتي رتيبة رتابة حياة متقاعد لم يجد ما يملأ به يومه الطويل بعد أن كان لا يرف له جفن من كثرة انشغاله. أوشكت على استرجاع حياتي السابقة التي سلبت مني قسرا، سأسترجعها و لو إلى حين.
لا يختلف اثنان في كون الرتابة و الانخراط في عمل أو جو لا تريده و فرض عليك العيش فيه، يعطل كل حواسك و يشل تفكيرك و خيالك. تحاول أن تكتب، أن تغني و تحاول أن تفرح لكن بيرق الحزن دائما ما ينصب نفسه هي أعلى نقطة من قلبك المهزوز و يحجب عنك شمس الفرح و السرور و يبعث أضواء سوداء تعكر رؤيتك. تشغل موسيقى عربية هادئة، تحاول قراءة شعر، لكن لا شيء يستطيع زحزحة صخرة الحزن الجاثمة على قلبك، حتى و إن أطلقت العنان لأحلامك محاولا تجاوز ذلك الحاجز الوهمي الذي وضع أمامك، لكن دوما ما يكون الفشل مصيرك.
 بعد مرور يومين من كتابة فقرتين يتيمتين من قصة كان يجب أن تكون على صفحات لولا توقفي، أجدني مرغما على تغيير رأي حول حياة التدريب الرتيبة، فهناك ما هو أكثر وقعا و أصعب على النفس قبولا من تلك الحياة و هو أن تتلقى خبرا سيئ يخالف كل توقعاتك، قذاك يعني أن تنهار كل أحلامك، كل أمالك في جزء من ثانية، يعني أن تجد نفسك ضائعا في بحر من الأوهام و من الكوابيس التي تشل تفكيرك وتزيح عنك رؤيتك الإيجابية للأمور. أن تتوصل بخبر لا يروقك يعني أن تدمن النوم محاولا الهرب من واقع خان أمانيك و الخروج من دوامة السلبية التي جذبتك نحوها.

ما أصعب أن تصاب بخيبة بسبب أحدهم ربما كنت لطالما  ترى فيه نفسك أو صورة عنك. كنت ترى أنه ربما سيكون تلك النسخة المستقبلية منك التي نسجتها في مخيلتك. كنت ترى فيه ذلك المخلص الذي سيحقق أحلامك التي لم تتمكن من ترجمتها. ما أصعب أن ترى ذلك الشخص يحطم أمالك سواء عن قصد أو عن غير قصد، لكنه يحطمها.

مذكرات طالب بالمهجر: شجن الغربة


الساعة تشير إلى 11 صباحا، السماء ارتدت ثوبها الرمادي و منعت أشعة الشمس من مداعبة قلبي الذي تلون بلون الحزن. الأفكار السلبية تتقاذف مخيلتي، قد لا أصبح ما أردته، قد أضيع هنا بين ملذات الحياة و أنسى نفسي، قد قد قد... كيف سمحت لمثل هذه الأفكار من مخالجة ذاكرتي؟. كيف سمحت لها من أن تسحب بساط الأمل الذي كنى أمشي عليه مرفوعا الرأس، قوي العزيمة من تحتي؟.  كيف و كيف تخليت عن خيالي الوردي الذي كان يغوص بي في أعماق الحلم كلما شرعت بحزن أو وحدة؟.
هي هلوسات الوحدة ما خرمت أبواب التفاؤل و سمحت لخيوط السلبية من أن تنساب من خلاله و تبث الفتن والشرور في عالم كنت أعتقد أنه لن يفتن و أنه سيظل مستقرا، لكن تمشي رياح الغم و الهم بما لا تشتهيه سفن الأمل، فتضيع تلك السفن و أضيع معها وسط كوابيس أنا من يكتب نصها و أجسد دور البطل فيها.
هكذا هي الحياة، خليط من الصدمات و الأحلام , مزيج من الآمال و الأوهام، نقيع الضحكات و النكسات. هكذا أنا، متقلب المزاج كتقلب المصاب بأرق في ليلة شتائية طويلة. هكذا نحن، نعيش في وهم الأمل و نصطدم في حقيقة الواقع، واقع ليس كما رسمناه و كما اعتقدناه، واقع قاسي، فض، يجبرنا على دفع ثمن أحلامنا.


متحدين نقف, متفرقين نسقط


متحدين نقف,  متفرقين نسقط هي جملة عابرة لكنها تحمل بين حروفها مفتاح التطور و التقدم. تطور ذاتي لا يساهم فيه الغرب و لا يدخلون في معادلة تفاعله, لكن تمشي سفن الأوطان العربية و الإسلامية بما لا تشتهيه نفوس سكانها.
 ابتلينا بحكام يعملون ليل نهار لخدمة أجندات خارجية هدفها دحر أي تجمع أو تكتل بين أجزاء الوطن المشتت. يزرعون في نفوس مواطنيهم وطنية زائفة و يربون فيهم روح التفرقة و العنصرية, هذا مغربي, هذا جزائري.... يفتعلون النزاعات بين مكونات الشعوب الإسلامية و يغذون خلايا الكره و الحقد في دواخلهم, فتجد المغربي يلعن الجزائري و الجزائري يسب المصري و السعودي يمقت الإيراني و ... يحاولون ازاغتنا عن الدين حتى لا نتذكر أن المؤمنين إخوة و حتى  يستأصلون تلك المودة و التراحم التي تجعلنا نتداعى كلما اشتكى أحدنا.
لقد نجحوا, لقد نجح الغرب و عملاءه من المتخفين وراء شخصيات نعرفها  و تبدو لنا مألوفة في تشتيت أوصال هذه الأمة, نجحوا في خلق عدوات وهمية بين أخ و أخيه, نجحوا في أن جعلوا أفكارهم العنصرية و الشيطانية عابرة للقرات و  لم تستني أحدا حتي أولئك المهاجرين المشتتين في بقاع العالم و المتشبعين بأفكار متحررة و الواعين بأهمية الاتحاد.
لكن لما هذا التحامل على الشعوب الإسلامية ؟, و لما يخاف الغرب من تكتل و اتحاد الدول الإسلامية فيما بينها؟.  السبب بسيط و واضح, فأي تحالف يعني كيان متكامل في ما بينه و سوق استهلاكية كبيرة. يعني كيان يملك بترول السعودية و غاز قطر و فلاحة المغرب و صناعة تركيا و غيرها من الخيرات التي تزخر بها بقاعنا. يعني كيان قائم بذاته يضرب له ألف حساب  و يجابه الكبار.

المهم حاليا هو محاولة الإجابة عن تساؤل يطرح نفسه و بحدة, ألم يحن الوقت لكي نقلب الحقائق و نرسم مسارا جديدا و تصبح الشعوب الإسلامية طرفا في المعادلة؟. كلي أمل أنه  سيتحقق ذلك حينما نستفيق و نتخلص من أذناب الغرب و رعاة مصالحهم  من حكامنا "المسلمين", و أنا موقن أنه سيتحقق و  سننتصر .

خواطر متقطعة..

خواطر متقطعة..هي بوابة أعبر عبرها بكم إلى الكائن الأزرق..سأحاول تحديثها بشكل متجدد.ستضم كل ستاتيوهات و خواطري التي أشاركها و أصدقائي على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي...ستضم كل ما قل و دل.
___________________________________________________________________________

فكرت..تحاورت..تناقشت مع نفسي حول نفسي، صرخت وتجادلت دونما أية نتيجة..ليتها تقرأ مابين السطور!!

- خليط من الاحاسيس يقتحم وحدتي..يدفعني لرفع قلمي واخراج ما بدواخلي سطور..تائه...وحيد..غريب أنا في هذه الحياة.. #هلوسات 

- لا رغبت لي في حياة نعطيها الأمل فتعطينا الألم... #هلوسات 

-ربما ﻻ أعرف ما أريد، لكني أعرف كيف أصل إليه..


-أحيانا يصادف أن تعجز أناملك عن الكتابة، تعجز مخيلتك عن الابداع..حينها تأكد أن كل ما تحتاجه هو كوب قهوة، كتاب و مكان تطل منه على مروج الأمل..

-ما أسهل أن يصبح صديق الأمس عدو اليوم ...انتظر أي شيء من شخص يضع مصالحه قبل كل شيء...

-الوداع دائما ما يأتي ليُنكِّس أعلام الفرح التي رفعناها بمعية صديق أو قريب...هكذا هو الوداع يتلذذ بصفعنا و ينتشي برؤية الألم يطفو على أجسادنا...هكذا الوداع يباعد المسافات و يقطع الأوصال...

- مشكلتنا أننا ندرك مرور الوقت متآخرين. و المصيبة أننا لا نستفد من أخطاء الماضي, فتجدنا نأجل عمل اليوم إلى الغد حتى نصل إلى فترة تضيق فيه حولنا الدنيا بما رحبت. ‫#‏لنغير_سلوكنا‬

- قد تكثر أمانينا و تزيد مطالبنا...أريد أتمنى أحلم ب يا ليت....كما سهل هو الطلب و التمني...لكن هل سبق و أن سـأل أحدكم نفسه هل يستحقه ما يطلبه؟؟ إن كنت تطلب أعلى المراتب ما أنت فاعل حتى تحصل على مبتغاك ؟ و إن طلبت الزوجة الصالحة المتدنية, فهل أنت صالح و متدين؟؟.

- بداية السنة الجديدة هي فرصة لجرد عثرات و نجاحات السنة التي قبلها..هي فرصة لتدارك المواقف و إصلاح المسارات إذا ما نحن زغنا عن الطريق التي رسمنا...هي فرصة لنسيان الخيبات و الإنطلاق من جديد...هي فرصة لمصالحة الذات و تخليصها من الظلم الذي طالها...هي فرصة لتجديد الصلة مع الله...هي فرصة لإعادة ترتيب الأولويات...هي حظ ثاني منح لنا فلنجعله إلى جانبنا.

- خيبات الأمل...هي هناك دائما...نعيشها مرارا...لا الوقت يتجمد بها و لا الحياة تتوقف معها...هي مطب قد يعترض طريقنا و قد يمنعنا من التقدم نحو من نرنوا إليه... علينا أن لا ن جلس على أريكة الإحباط و الإستسلام...فبإرادتنا و تمسكنا بأحلامنا نحول تلك العثرة إلى قوة تدفعنا و تمنعنا من التقهقر إلى الخلف...و بالتشبث بآمالنا نصل إلى القمة...

- أحيانا قد يصادف أن نمر بفراغ روحي يجعل كل الاحتمالات ممكنة... الرجوع إلى الله و حده ينقذك من أسوءها

- سكينة و راحة هي ما تحس به حين تخرج ما بداخلك و تحوله إلى كلمات...لحظة تستحق التجريب. ‫#‏دون_ما_بداخلك‬
- حين تصل مفترق طرق و يجب عليك فيه أن تختار خيارات حاسمة و مصيرية قد تسطر حياتك..تكون في موقف لا يحسد عليه..حينها التضرع لله وحده ما ينفع.

  • - فترة الامتحانات هي ربما أصعب فترة قد يمر  منها الطالب...ضغط رهيب يجثم على الأنفاس, أرق شديد,  قلق, توثر. المهم كل العقد النفسية تجتمع عليك. إلا أن يصل الضغط  بك  إلى مرحلة الإنفجار فتصيح أش داني لهاد شي كنت مستوني حدا الواليد مع راسي... :)
  • - أحيانا نكون في حاجة لخلوة..نبتعد فيها عن العالم...نراجع الأفكار...نخطط للمسار الذي يجب اتباعه...و أحيانا أخرى نحتاج غريبا, نحكي له ما يدور في خواطرنا و نحدث عن العقبات التي بداخلنا حتى يأخدها معه و يرحل..

  • - علمتني الحياة أن أسطر ما أريد لا أن أترك غيري يرسم لي مساري.

  • - علمتني الحياة أن لا ثقة في حاسد

  • - نضيع الوقت و نستنزف جهدنا محاولين ابهار الأخرين, نسوق صورة مثالية عن أنفسنا غالبا ما تكون مخالفة للواقع, كن أنت و عش حياتك خالية من المساحيق و المظاهر, و اظهر بحقيقة حتى لا تفقد نفسك و من تحاول أن تبهرهم...

  • - ما أسهل الإبتعاد عن الشبكات الإجتماعية و التخلص من الإدمان عليها...لقد قمت بذلك مئات المرات

  • العيش و حيدا, حلم يراود من يحيط به المتربصون...

  • طوبى لمن لا يحلم....سوف لن يعرف خيبات الأمل في حياته أبدا

  • - الأيام فقط هي القادرة على كشف معادن من تعتبرهم أصدقاء و أقارب...هي السبيل الوحيد لتفرق بين الحليف و العدو

  • - سألملم أوراقي و أقفل حاسوبي, فالنوم يلاعب جفون عيوني و أحلامي تنتظر من يراها...تصبحون على خير

  • -الثواني تمر و الحزن يشق طريقه إلى قلبي..لو أن عقرب الساعة توقف عن الدوران.. لو أن الزمن تجمد و أصبح في اليوم 48 ساعة بدل 24..لا أريد للحظة الوداع أن تسرق مني فرحتي..لا أريد من الوداع أن يغيب أقاربي, أصدقائي و معارفي. أيها الوداع لن تنال مني الفيسبوك كاين 

  • قد نحتاج أحيانا لغريب نحكي له أوجاعنا حتى يحملها و يرحل.

  • كلما يظهر حاقد جديد, حينها فقط أتأكد أنني على الطريق الصحيح.

  • سأسمح للأحلام ان تقلني على ظهرها لعلها تنسيني همي و حسرتي على حظ لم يجاريني

  • - العديد منا يعيش في حالة نفاق حادة ترافقها سكيزوفرينيا غريبة..تجده يتشدق بمادئه التي يحترمها, لكن ما أن يصادفه إختبارا حتى يضرب بها عرض الحائط... غريبة الناس غريبة الدنيا ديا...

خاطرة شتوية 1

الشتاء أرسل تعويداته و غير من عادتنا. بعد أن كانت الشوارع تحتضننا لما بعد منتصف الليل, أصبحت تملنا و ترسل لنا مرسولها محمل بلفحات البرد و بلورات الثلج ثلوت رؤيتك. أصبحنا إذا, لقمة صائغة للملل, أصبح من السهل إذا, أن نسقط في شراك الاعمل و الكسل.أشغل حاسوبي بعد جلسة مع الأصدقاء, تتقاذفني الأفكار حول ماذا يجب أن أفعله حتى أفر من قبضة الملل. تسبقني يدي و ترقن محمود درويش, نعم, هذا ما أحتاجه, ربما  كلماته هي وحدها القادرة على تخلصي من الملل. بعد تصفح مجموعة من الروائع, أرسل الأمر إلى اليد و أختارت قصيدة لاعب النرد. موسيقى خافتة تتسلل إلى أذني, و كلمات تمس أعماقي "مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقول لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح ناياً ...أَنا لاعب النَرْدِ ، 
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ..." . 

يوميات طالب مغترب 1

ترددت أيام و أيام قبل أن أقرر أن أتقاسم معكم ما أعيشه و مايعيشه كل الطلبة المغاربة الذين فضلوا قطران الغربة على العسل البلاد, الذي لعقه أبناء كبار العائلات و أطفال المحظوظين من المواطنين فوق العادة.كأغلب من صدوا بوجوهم شطر المدارس الغربية, لم أكن مخيرا لكن أجبرت على ركوب طائرة الوحدة و انتقلت إلى بلاد المجهر طلبا للعلم.
أتذكر يومي الأول في فرنسا منفاي الإختياري, منذ خروجي من على أرض المطار, شيئا ما شدني إلى هذه البلاد, هي ليست كبلادي, شوارعها نظيفة و بنيتها التحتية تشعرك أنك فعلا مقدرا من طرف ولاة الامور و أنك تنتمي إلى صنف المواطنين لا إلى صنف الرعايا.
لكن هذه الأجواء و طبيعة الناس ربما لن تشفع لك. فقد تمر عليك أيام يصل حنين الأهل و الأصدقاء ذروته.لكنه قدرنا و لا هروب من قضاء الله.إنه الحنين و الشوق إذا, ما دفعني لأستكمال كتابة هذا المقال الذي توقفت عن كتابته زهاء العشرة أيام.

لا أستطيع إكمال الكتابة...سأنشر المقال غير  مكتمل

واستعدت عشيقتي...


فكرت، تحاورت تناقشت وركنت إلى نفسي، خلصت إلى وجوب العودة إلى عشيقتي الأزلية. تلك التي تركتها قبل سنة ونصف، لا أعلم لماذا؟؟ لكنني كل ما أتذكره هو دمور واندثار ما كان بيننا من جاذبية تأسرنا وإعجاب يجمعنا.
نعم قررت أن أتنازل عن مواقفي وأقاوم عنادي وأنانيتي، قررت أن أعود راكعا متوسلا طالبا الصفح منها لعلها تقبل اعتذاري واعترافي بخطئي. لا تعتبروا تراجعي هذا استسلاما، بل هو مراجعات ذاتية واسترجاع لذكرياتي معها. هي وحدها من كانت قادرة على رسم الابتسامة على ثغري، هي فقط من كنت أعتبرها غرفة اعتراف، هي من كانت تخلصني من همومي، هي من ربطتني بالعالم وعرفتني على أناس وأصدقاء من كل بقاع العالم، هي وحدها القادرة على إسعادي.
سأعلن كل ما يجول بقلبي دونما تردد، سأعلن عودتي إلى التدوين، سأعلن رجوعي إلى أحضان مدونتي.
                                 
                                                                                                               
                                                                                                     حسام خربوشي (المغربي)