مذكرات طالب بالمهجر: شجن الغربة 2

8:39 م 8-2 0 تعليقات

اقتربت فترة التدريب على الانتهاء، هي أيام فقط و أتخلص من روتين جثم على حياتي و حبس أنفاسي، جعل حياتي رتيبة رتابة حياة متقاعد لم يجد ما يملأ به يومه الطويل بعد أن كان لا يرف له جفن من كثرة انشغاله. أوشكت على استرجاع حياتي السابقة التي سلبت مني قسرا، سأسترجعها و لو إلى حين.
لا يختلف اثنان في كون الرتابة و الانخراط في عمل أو جو لا تريده و فرض عليك العيش فيه، يعطل كل حواسك و يشل تفكيرك و خيالك. تحاول أن تكتب، أن تغني و تحاول أن تفرح لكن بيرق الحزن دائما ما ينصب نفسه هي أعلى نقطة من قلبك المهزوز و يحجب عنك شمس الفرح و السرور و يبعث أضواء سوداء تعكر رؤيتك. تشغل موسيقى عربية هادئة، تحاول قراءة شعر، لكن لا شيء يستطيع زحزحة صخرة الحزن الجاثمة على قلبك، حتى و إن أطلقت العنان لأحلامك محاولا تجاوز ذلك الحاجز الوهمي الذي وضع أمامك، لكن دوما ما يكون الفشل مصيرك.
 بعد مرور يومين من كتابة فقرتين يتيمتين من قصة كان يجب أن تكون على صفحات لولا توقفي، أجدني مرغما على تغيير رأي حول حياة التدريب الرتيبة، فهناك ما هو أكثر وقعا و أصعب على النفس قبولا من تلك الحياة و هو أن تتلقى خبرا سيئ يخالف كل توقعاتك، قذاك يعني أن تنهار كل أحلامك، كل أمالك في جزء من ثانية، يعني أن تجد نفسك ضائعا في بحر من الأوهام و من الكوابيس التي تشل تفكيرك وتزيح عنك رؤيتك الإيجابية للأمور. أن تتوصل بخبر لا يروقك يعني أن تدمن النوم محاولا الهرب من واقع خان أمانيك و الخروج من دوامة السلبية التي جذبتك نحوها.

ما أصعب أن تصاب بخيبة بسبب أحدهم ربما كنت لطالما  ترى فيه نفسك أو صورة عنك. كنت ترى أنه ربما سيكون تلك النسخة المستقبلية منك التي نسجتها في مخيلتك. كنت ترى فيه ذلك المخلص الذي سيحقق أحلامك التي لم تتمكن من ترجمتها. ما أصعب أن ترى ذلك الشخص يحطم أمالك سواء عن قصد أو عن غير قصد، لكنه يحطمها.

0 التعليقات: