مذكرات طالب بالمهجر: شجن الغربة
الساعة تشير إلى 11 صباحا، السماء ارتدت
ثوبها الرمادي و منعت أشعة الشمس من مداعبة قلبي الذي تلون بلون الحزن. الأفكار
السلبية تتقاذف مخيلتي، قد لا أصبح ما أردته، قد أضيع هنا بين ملذات الحياة و أنسى
نفسي، قد قد قد... كيف سمحت لمثل هذه الأفكار من مخالجة ذاكرتي؟. كيف سمحت لها من
أن تسحب بساط الأمل الذي كنى أمشي عليه مرفوعا الرأس، قوي العزيمة من تحتي؟. كيف و كيف تخليت عن خيالي الوردي الذي كان يغوص
بي في أعماق الحلم كلما شرعت بحزن أو وحدة؟.
هي هلوسات الوحدة ما خرمت أبواب التفاؤل و
سمحت لخيوط السلبية من أن تنساب من خلاله و تبث الفتن والشرور في عالم كنت أعتقد
أنه لن يفتن و أنه سيظل مستقرا، لكن تمشي رياح الغم و الهم بما لا تشتهيه سفن
الأمل، فتضيع تلك السفن و أضيع معها وسط كوابيس أنا من يكتب نصها و أجسد دور البطل
فيها.
هكذا هي الحياة، خليط من الصدمات و الأحلام ,
مزيج من الآمال و الأوهام، نقيع الضحكات و النكسات. هكذا أنا، متقلب المزاج كتقلب
المصاب بأرق في ليلة شتائية طويلة. هكذا نحن، نعيش في وهم الأمل و نصطدم في حقيقة
الواقع، واقع ليس كما رسمناه و كما اعتقدناه، واقع قاسي، فض، يجبرنا على دفع ثمن
أحلامنا.
0 التعليقات: